أكثر من 100 قتيل في انفجارين بجنوب إيران تزامنا مع إحياء ذكرى سليماني.. وخامنئي يتوعد بـ”رد قاس”

4 يناير 2024آخر تحديث :
أكثر من 100 قتيل في انفجارين بجنوب إيران تزامنا مع إحياء ذكرى سليماني.. وخامنئي يتوعد بـ”رد قاس”

قتل أكثر من 100 شخص جراء انفجارين وقعا بفارق دقائق في جنوب إيران واستهدفا حشودا كانت تحيي الذكرى السنوية الرابعة لمقتل اللواء قاسم سليماني بضربة أمريكية.

وتوعد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، الأربعاء، بـ”رد قاس” إثر التفجيرين. وقال في بيان إن “الأعداء الأشرار والمجرمين للأمة الإيرانية تسببوا مجددا بكارثة وأسقطوا عددا كبيرا من السكان الأعزاء في كرمان شهداء”، مؤكدا أن “هذه الكارثة ستلقى ردا قاسيا بإذن الله”.

ووقع الانفجاران اللذان اعتبر مسؤول محلي أنهما عمل “إرهابي”، قرب مقبرة الشهداء في محافظة كرمان حيث يرقد سليماني، وفي ظل ظروف إقليمية شديدة التوتر على خلفية حرب إسرائيل، العدو اللدود للجمهورية الإسلامية، على قطاع غزة.

وأوردت وكالة الأنباء الرسمية “إرنا” أن “عدد الشهداء ارتفع الى 103 بعد وفاة أشخاص أصيبوا بجروح في الانفجارين الإرهابيين” من بينهم ثلاثة من عمال الإنقاذ الذين هرعوا إلى المنطقة بعد الانفجار الأول، بحسب الهلال الأحمر الإيراني.

وأفاد التلفزيون الرسمي بأن عدد الجرحى بلغ 181 شخصا، بعضهم في “حال حرجة”.

وأعلنت إيران الخميس يوم حداد وطني وأفاد التلفزيون “إثر الهجوم الإرهابي في كرمان (جنوب)، أعلنت الحكومة غداً (الخميس) يوم حداد وطني في سائر أنحاء البلاد”.

إلى ذلك، نقل التلفزيون الرسمي عن رحمن جلالي، نائب حاكم محافظة كرمان التي يتحدر منها سليماني، قوله إن الانفجارين “هجوم إرهابي”.

وندد الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي بالتفجيرين، معتبرا ان ما حصل عمل “جبان” و”مشين”.

كذلك، ندد نظيره الروسي فلاديمير بوتين بالانفجارين “الصادمين بوحشيتهما”.

ولم تقدم السلطات الإيرانية بعد تفاصيل بشأن التفجيرين. الا أن وكالة تسنيم نقلت عن مصادر مطلعة لم تسمّها، قولها إن “حقيبتين تحملان متفجرات انفجرتا” على الطريق المؤدي الى مسجد صاحب الزمان حيث المقبرة.

وأضافت أن “منفذي… هذا الحادث قاموا على ما يبدو بالتفجير باستخدام جهاز تحكم عن بعد”.

وأظهرت اللقطات وجود الآلاف على الطريق، قبل أن يُسمع من بعيد دوي انفجار أثار هلعا بين الحاضرين الذين بدأ كثر منهم بالركض للابتعاد عن المكان. كما أمكن رؤية دخان يتصاعد في الخلفية، بينما عمل عناصر من قوات الأمن على فرض طوق. وأظهرت المشاهد على التلفزيون الرسمي العديد من سيارات الاسعاف والمسعفين في المكان.

ونقلت وكالة “إيسنا” عن محافظ كرمان سعيد تبريزي قوله إن الانفجارين وقعا بفارق عشر دقائق فقط.

كذلك، نقلت الوكالة عن شاهد قوله “كنا نسير نحو المقبرة عندما توقفت سيارة خلفنا فجأة وانفجرت سلة مهملات تحوي قنبلة”.

الذكرى الرابعة
وكانت الجموع تحيي الذكرى الرابعة لمقتل سليماني بضربة جوية أمريكية فجر الثالث من كانون الثاني/يناير 2020 بعيد خروجه من مطار بغداد. وقضى معه نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس.

وكان سليماني في حينه قائدا لفيلق القدس الموكل العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني، وأحد أبرز القادة العسكريين للجمهورية الإسلامية، وصاحب دور محوري في رسم استراتيجيتها في الشرق الأوسط على مدى أعوام طويلة.

ويعزى إلى سليماني الدور الأكبر في إرساء “محور المقاومة”، وهي التسمية التي تطلق على الأطراف الحليفة لطهران في المنطقة، مثل حزب الله اللبناني وحركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين، والحوثيين في اليمن، إضافة الى بعض الفصائل العراقية.

وحظي سليماني بمكانة رفيعة لدى العديد من الإيرانيين وشارك الملايين منهم في تشييعه مطلع العام 2020 خلال مراسم تنقلت بين محافظات عدة وصولا الى مواراته الثرى في مسقطه كرمان.

وينسب الى سليماني دور كبير في مواجهة تنظيم “الدولة” بعد سيطرته على مساحات واسعة من العراق وسوريا خلال العقد المنصرم.

وأشاد به المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي بعد أيام من مقتله بالقول “قتلوا شخصًا كان القائد الأكثر قوّة في الحرب على الإرهاب (…) بعملية غادرة وجبانة وقد اعترفوا بها، فأي خزي وعار أكبر من ذلك لهم”.

وأثار قتل سليماني بأمر مباشر من الرئيس الأمريكي في حينه دونالد ترامب، توترا حادا بين واشنطن وطهران التي ردّت على اغتياله بقصف صاروخي طال قاعدة عسكرية في غرب العراق يتواجد فيها جنود أمريكيون.

ويأتي هذا الانفجاران بعد أيام من اتهام طهران لتل أبيب بقتل القيادي في الحرس الثوري رضي موسوي جراء ضربة قرب دمشق حيث كان يؤدي مهاما “استشارية” ضمن “محور المقاومة” في سوريا. كما جاءا غداة اغتيال إسرائيل القيادي في حركة حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت.