ساندرز يتجه نحو الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي رغم محاولات عرقلته

20 فبراير 2020آخر تحديث :
ساندرز يتجه نحو الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي رغم محاولات عرقلته

قبيل لقائه لمناظرة منافسيه من الحزب الديمقراطي (الأربعاء 19 شباط 2020)، اظهرت مختلف استطلاعات الرأي أن السيناتور بيرني ساندرز يتصدر سباق انتخابات الحزب الديمقراطي لاختيار مرشح الحزب للانتخابات الرئاسة في مواجهة الرئيس (الجمهوري) دونالد ترامب، خاصة بعد فوزه الأسبوع الماضي في ثاني انتخابات تمهيدية على مستوى الولايات.

وقال ساندرز في خطاب متلفز (الثلاثاء/ 18 شباط 2020)، بأن على الولايات المتحدة أن تساند الفلسطينيين في سعيهم للخلاص من ظلم الاحتلال.

وشرح المرشح الديمقراطي الذي أصبح الأوفر حظا بنيل ترشيح الحزب، إن الولايات المتحدة يجب أن تكون “موالية للفلسطينيين” بقدر ما هي “موالية لإسرائيل”، ووصف الحكومة الإسرائيلية بأنها “يمينية” و “عنصرية”.

وأضاف ساندرز متحدثاً خلال اجتماعه الانتخابي في لقاء “اجتماع المدينة” بمدينة لاس فيغاس، في ولاية نيفادا “أن نكون من أجل الشعب الإسرائيلي وأن نكون من أجل السلام في الشرق الأوسط لا يعني أنه يتعين علينا دعم اليمين العنصري كالحكومات الموجودة حاليا في إسرائيل “.

ويحتفظ ساندرز بقاعدة شعبية كبيرة، لكن المؤسسة التقليدية في الحزب الديمقراطي، تبدو مترددة في ترشيح ساندرز الذي تنظر له المؤسسة السياسية على أنه اشتراكي يساري، ويشكل خطرا على المفاهيم الرأسمالية التي حكمت الولايات منذ تأسيسها.

ويطلق ساندرز على حملته الانتخابية لقب “ثورة”، رغم أنها تحولت مؤخراً إلى ما يشبه جولة موسيقية لفرقة روك.

ويبدو ساندرز (78 عام) خلال تجمعاته الانتخابية، كنجم سينمائي أو موسيقي لدى مؤيديه الذين يقفون بالآلاف في مهرجاناته، ويهتفون له بحماس شعبوي شبه مفقود لدى المرشحين الديمقراطيين الآخرين الذين ينافسونه.

وبعد بعد قرابة عام من التجمعات الانتخابية والاجتماعات والجلسات الحوارية وبناء القاعدة الشعبية، انطلقت حملة ساندرز يوم 3 شباط 2020 بسلسلة من النشاطات المتلاحقة في عشرات الولايات بأنحاء البلاد، وهو اختبار كبير لقدرات ساندرز الجسدية، وهو الذي عانى من أزمة قلبية قبل عدة أشهر.

وانتهت الانتخابات التمهيدية الأولى في ولاية أيوا (3/2) بانقسام أصوات الولاية بين ساندرز والمرشح الديمقراطي، بيت بوتيجيج (38)، العمدة السابق لبلدة ساوث بيند بولاية إنديانا، وإن كان ساندرز قد حقق تقدما بفارق بضعة آلاف من الأصوات.

وتقدم ساندرز في انتخابات ولاية نيوهامبشر التمهيدية، على بوتجيج بفارق ضئيل، وحصل الاثنان على عدد متساوٍ من أصوات ممثلي الحزب في الولاية، إلا أن ذلك لم يمنع ساندرز ومؤيديه من الاحتفال بنجاحه في الولايتين (يوم الثلاثاء، 11/2/20) وعبر عن تطلعه لمنافسة ترامب في تشرين الثاني المقبل .

ويعطي ساندرز الفضل في تقدمه للآلاف من المتطوعين الشباب التقدميين الذين يرون فيه فرصة لهزيمة ترامب وأجندة وتحقيق المطالب التقدمية، مثل، الرعاية الصحية، والتعليم الجامعي المجاني، وخفض ميزانية الدفاع العملاقة، وإنهاء الحروب اللانهائية التي تشنها الولايات المتحدة في الخارج لعقود عدة، إلى جانب إبعاد الحكومة عن سيطرت “وول ستريت” ورأس المال القوي الذي يقدم للأثرياء على حساب أبناء الشعب العام والمصالح الاجتماعية المتعددة.

وهلل الجمهور الذي احتشد في إحدى الصالات الرياضية بهتافات تصم الأذن، وكأن هذا الحماس سيؤدي بمرشحهم المفضل إلى تحقيق مزيد من الانتصارات في الأيام المقبلة.

وتنتشر “ثورة” بيرني أو “ثورتنا” وفق قوله وقول قاعدته الانتخابية، كتيار قوي عبر الولايات، وإن نجحت، فإنها تبشر بحملة انتخابات أميركية (الخريف المقبل) قد تكون فريدة من نوعها في تاريخ الولايات المتحدة، كون المرشحين (الرئيس ترامب ومنافسه المحتمل بيرني ساندرز) يبتعدان سياسيا وعقائديا عن بعضهما بشكل كبير، بل انهما على طرفي نقيض، وليس كما كانت الانتخابات بين الجمهوريين والديمقراطيين تحمل خلافات طفيفة جدا، إن كانت موجودة أصلا.

يُذكر أن ساندرز كان قد حقق فوزا كبيراً في انتخابات ولاية نيوهامبشر التمهيدية عام 2016 ضد هيلاري كلينتون وتفوق عليها بـ 20 نقطة ، علما أن كلينتون حازت على ترشيح الحزب في نهاية المطاف بسبب تفضيل الحزب للقيادات التقليدية والوسطية، خاصة وانه خسر أمام كلينتون في ولايتي نيفادا (بنسبة بسيطة) وكارولاينا الجنوبية (بنسبة كبيرة).

يشار إلى أن الانتخابات التمهيدية في ولاية نيفادا ستجرى يوم السبت/ 22 شباط، وفي كارولاينا الجنوبية يوم 29 شباط، وبعد ذلك في 14 ولاية في يوم واحد، يطلق عليه يوم “الثلاثاء العظيمة” وذلك يوم الثلاثاء 3 آذار 2020 .

ولا يزال هناك ثمانية مرشحين يتنافسون للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي، وهم : نائب الرئيس السابق جو بايدن (77)، السيناتور بيرني ساندرز (78) السيناتورة إليزابيث وارن (70) السيناتورة إيمي كلوبوشار (59) بيت بوتوجج (38) وعضو الكونغرس تالسي غابرد (38) والملياردير توم ستاير (62)، كما وانضم إلى الركب الملياردير، عمدة نيويورك السابق مايك بلومبرغ (77)، إلا أن الحزب استثنى من مناظرة الأربعاء (19/2) كلا من النائبة تالسي غابارد، المعادية للحروب، والملياردير توم ستاير، الذي يخوض معركته الانتخابية من أجل قضية واحدة هي قضية “التغير المناخي”.

يجدر بالذكر أن جو بايدن، الذي بدا متصدرا في المنافسين عام 2019، خرج بنتائج غير موفقة في أول مواجهتين (أيوا ونيوهابشاير)، حيث أصبحت إليزابيث وارين، التي تبدو المرشحة المفضلة للجناح الليبرالي من الحزب الديمقراطي في المرتبة الثانية.

ومن المتوقع أن ينسحب بايدن من السباق في حال خسارته في ولايتي نيفادا وكارولاينا الجنوبية في انتخابات الأسبوع المقبل.

ويدل الظهور المتكرر للمرشحين بوتيجيج وإيمي كلوبوشار على انهاء معتدلي الحزب الديمقراطي، بشأن انقسام الديمقراطيين الساعين للحفاظ على شكل الدولة الحالي حسب مفهوم الحزب الديمقراطي.

يذكر أن ساندرز حقق أول انتصار سياسي له عام 1981، عندما فاز بمقعد عمدة مدينة بيرلينغتون في ولاية فيرمونت، أمام منافسه الديمقراطي الذي شغل المنصب لست دورات وذلك بفارق عشرة أصوات.

ورغم محاولات الديمقراطيين المنتمين للمؤسسة الحزبية التقليدية عرقلة المسيرة السياسية لساندرز، إلا أنه انتُخب لعضوية مجلس النواب الأميركي عام 1990. وكان أول سياسي مستقل يحقق مثل هذا الفوز منذ أربعة عقود.

وفاز ساندرز بمقعده الحالي في مجلس الشيوخ عام 2007، وهو حاليا في الدورة الانتخابية الثالثة.